تركيا تعلن العثور على الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي قرب أنقرة
تركيا تعلن العثور على الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي قرب أنقرة
أعلنت السلطات التركية، اليوم الأربعاء، العثور على الصندوق الأسود والمسجل الصوتي للطائرة الليبية التي تحطمت ليل الثلاثاء قرب العاصمة أنقرة، ما أدى إلى مقتل رئيس الأركان العامة للجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق أول ركن محمد الحداد، وعدد من مرافقيه وأفراد الطاقم.
وأكد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، خلال تفقده موقع الحادث بُعد نحو 50 كيلومتراً من أنقرة، أنه “تم العثور على الصندوق الأسود والمسجل الصوتي للطائرة، وبدأت الجهات المختصة فحصهما”، موضحاً أن جثامين الضحايا لا تزال في مكان التحطم بانتظار استكمال الإجراءات الفنية والقضائية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وواصلت فرق الإنقاذ عملها صباح الأربعاء في الموقع وسط ظروف جوية صعبة، حيث خيّم ضباب كثيف على المنطقة عقب هطول أمطار غزيرة خلال ساعات الليل، ما صعّب عمليات البحث وجمع الأدلة.
مقتل ثمانية أشخاص
أسفر الحادث عن مقتل ثمانية أشخاص، هم رئيس الأركان الليبي وأربعة من مرافقيه، إضافة إلى ثلاثة من أفراد طاقم الطائرة التي كانت من طراز “فالكون-50”، وتحطمت بعد أقل من أربعين دقيقة على إقلاعها.
وجدّد يرلي كايا تأكيد أن الطائرة أبلغت السلطات التركية بوجود “مشكلة كهربائية” بعد نحو ربع ساعة من الإقلاع، موضحاً أنها طلبت العودة أدراجها قبل أن يُفقد الاتصال معها في منطقة هايمانا بعد حوالي عشرين دقيقة، ما يرجح تعرضها لخلل تقني مفاجئ.
وأشار وزير الداخلية التركي إلى وصول وفد ليبي إلى أنقرة يضم مسؤولين وعدداً من أفراد عائلات الضحايا، لمتابعة تطورات التحقيق والإجراءات المتعلقة بنقل الجثامين.
فتح تحقيق رسمي
من جانبها، باشرت النيابة العامة في العاصمة التركية فتح تحقيق رسمي في أسباب تحطم الطائرة، في وقت تترقب فيه الأوساط الليبية والتركية نتائج فحص الصندوق الأسود الذي يُعد عنصراً حاسماً في كشف ملابسات الحادث.
وكان محمد الحداد يقوم بزيارة رسمية إلى أنقرة الثلاثاء بدعوة من نظيره التركي، حيث التقى وزير الدفاع ورئيس الأركان التركيين، في إطار الزيارات المتكررة والتنسيق العسكري المستمر بين البلدين.
وتُعدّ تركيا حليفاً رئيسياً لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس المعترف بها دولياً، وقد انخرطت عسكرياً إلى جانبها منذ يناير 2020، من خلال تقديم مسيّرات قتالية، ومدربين عسكريين، ودعم اقتصادي، في سياق الصراع الليبي المستمر منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
وتعيش ليبيا منذ ذلك الحين حالة انقسام سياسي وأمني، حيث يتنازع السلطة حكومتان: الأولى في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتحظى باعتراف دولي، والثانية في شرق البلاد بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر، وسط تحركات إقليمية ودولية تحاول احتواء التوتر وإعادة ترتيب المشهد الليبي المعقد.










